من طـرائف أشعـب
- يقال : دعا رجل أشعب [ للطعام ] فقال : أنا خبير بكثرة جموعك ، قال : لا أدعو أحداً ، فجاء ، إذ طلع صبي ، فقال أشعب : أين الشّرط ؟ قال : يا أبا العلاء ! هو ابني ، فيه عشر خصال : أحدها : أنه لم يأكل مع ضيف ، قال : كفى ، التسع لك ، أدخله .
- قال أبو عاصم : أوقفني ابن جُريج على أشعب ، فقال : ما بلغ من طمعك ؟ قال : ما زُفّت امرأة إلا كنست بيتي رجاء أن تُهدى إليّ .
- عن أبي عاصم أن أشعب مرّ بمن يعمل طبقاً فقال: وسّعه لعلهم يهدون لنا فيه .
- وعن أبي عاصم أيضاً قال : مررت يوماً فإذا هو [ أي أشعب ] ورائي ، قلت : ما بك ؟ قال : رأيت قلنسوتك مائلة فقلت : لعلها تقع فآخذها . قال : فأعطيته إياها .
- قال أبو عبد الرحمن المُقرئ : قال أشعب : ما خرجت في جنازة ، فرأيت اثنين يتساران ، إلا ظننت أن الميت أوصى لي بشيء .
قال أشعب : دخلت على سالم بن عبد الله بن عمر ، فقال : حمل إلينا هريسة ، وأنا صائم ، فاقعد كل ، قال : فأمعنت ، فقال : أرفق فما بقي يحمل معك ، قال : فرجعت ، فقالت المرأة : يا مشئوم بعث عبد الله بن عمرو بن عثمان يطلبك ، وقلت : إنك مريض ، قال : أحسنت ، فدخل حماماً و تمرج بدُهن وصُفرة ، قال : وعصبت رأسي ، وأخذت قصبة أتوكأ عليها وأتيته ، فقال : أشعب ؟ قلت : نعم ، جعلت فداك ما قمت منذ شهرين ، قال : وعنده سالم ، ولم أشعر ، فقال : ويحك يا أشعب ، وغضب وخرج ، فقال عبد الله : ما غضب خالي سالم إلا من شيء ، فاعترفت له ، فضحك هو وجلساؤه ، ووهب لي ، فخرجت ، فإذا أشعب قد لقي سالماً ، فقال : ويحك ألم تأكل عندي الهريسة ؟ قلت : بلى ، فقال : والله لقد شككتني .
من طـرائف الأعمش
- جاء رجل نبيل كبير اللحية إلى الأعمش ، فسأله عن مسألة خفيفة في الصلاة ، فالتفت الأعمش إلى أصحابه وقال : انظروا إليه ! لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث ، ومسألته مسألة صبيان الكُتاب .
- عن أبي بكر بن عياش قال : رأيت الأعمش يلبس قميصاً مقلوباً ويقول :الناس مجانين يجعلون الخشن مقابل جلودهم .
- وقيل : إن الأعمش كان له ولد مغفل فقال له : اذهب فاشتر لنا حبلاً للغسيل . فقال : يا أبت طول كم ؟ قال : عشرة أذرع . قال : في عرض كم ؟ قال : في عرضي مصيبة فيك .
- ويقال : إنه لبس مرة فرواً مقلوباً ، فقال له قائل : يا أبا محمد لو لبستها وصوفها إلى داخل كان أدفأ لك . قال : كنت أشرت على الكبش بهذه المشورة .
- عن ابن إدريس ، قال لي الأعمش : أما تعجب من عبد الملك بن أبجر قال : جاءني رجل فقال : إني لم أمرض وأنا أشتهي أن أمرض ، قال : فقلت : احمد الله على العافية ، قال : أنا أشتهي أن أمرض . قال : كل سمكاً مالحاً ، واشرب نبيذاً مريساً ، واقعد في الشمس ، و أستمرض الله . فجعل الأعمش يضحك ويقول : كأنما قال له : واستشف الله عز وجل .
- قال عيسى بن يونس : أتى الأعمش أضياف ، فأخرج إليهم رغيفين فأكلوهما . فدخل فأخرج لهم نصف حبل قتّ [ القتّ : علف البهائم ] ، فوضعه على الخوان ، وقال : أكلتم قوت عيالي فهذا قوت شاتي فكلوه.
- قال عبد الله بن إدريس ، قلت للأعمش : يا أبا محمد ، ما يمنعك من أخذ شعرك ؟ قال : كثرة فضول الحجّامين [ أي : الحلاقين] . قلت : فأنا أجيئك بحجام لا يكلمك حتى تفرغ . فأتيت جنيداً الحجّام ، وكان محدثاً ، فأوصيته ، فقال : نعم . فلما أخذ نصف شعره قال : يا أبا محمد ، كيف حديث حبيب بن أبي ثابت في المستحاضة ؟ فصاح صيحة ، وقام يعدو . وبقي نصف شعره بعد شهر غير مجزوز .
- عن حسين بن واقد قال : قرأت على الأعمش ، فقلت له : كيف رأيت قراءتي ؟ قال : ما قرأ عليّ علجٌ أقرأ منك .
قال وكيع :جاؤوا إلى الأعمش يوماً فخرج وقال : لولا أن في منزلي من هو أبغض إليّ منكم ما خرجت .
وسأله مرة أبو داود الحائك : ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك ؟ فقال : لا بأس بها على غير وضوء ، قال : وما تقول في شهادته ، قال : يقبل مع عدلين .
موقف طريف
كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مع قوم ، فرأوا قطيعاً من غنم ، فقال أبو سلمة : اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها ، فانتهى إليها فإذا هي تيوس كلها .
سرعة بديهة
- قال عمرو بن دينار :
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف : أنا أفقه من بالَ ، فقال ابن عباس : في المَبَارك .
- أقرَّ رجل عند شريح ، ثم ذهب يُنكر ، فقال : قد شهد عليك ابنُ أخت خالتك .
أجوبة طريفة
- عن الأعمش قال:
أتى رجل إلى الشعبي فقال : ما اسم امرأة إبليس ؟ فقال : ذلك عُرس ما شَهدِتُه .
- روى مجالد ، أن رجلاً مغفلاً لقي الشعبيّ ومعه امرأة تمشي ، فقال : أيُكما الشعبيُّ ؟ قال : هذه .