الحب كلمة مؤلفة من حرفين،قالوا في تفسيرها:الحاء للحياة والياء للبداية،وقالوا في تعريفه:هو الداء الذي لادواء له،وهو العذاب العذب،وهو ما لايمكن كتمانه،إن كتمه اللسان فضحته العينان وشهد له النحول والشحوب والدمع والرعشة وطول السهر،وقالوا غير ذلك.
وأيام جميل بن معمر وقيس بن ذريح ومجنون ليلى والعباس بن الأحنف وكثير عزة،كان الحب شيئا جميلا بل مقدسا،يخالط روح الإنسان فيسمو بها إلى عالم الملائكة،وكان العاشق لايجد غضاضة في الاعتراف بحبه وتسمية من يهوى،وكانت المرأة تصرح بحبها وتحيطه بعد ذلك بهالة من الحياء،فإذا التقى العاشقان كان الستر والعفاف،وكان الكلام المعسول،ولا شيء غير ذلك،وربما بقي العاشق حينا يتمنى من حبيبته قبلة فلا ينالها.
أما اليوم،فقد أصبح الحب مرادفا للجنس،ولا يتصور(العاشق)أبدا أن يحب امرأة دون أن يضاجعها ويذهب بها إلى أبعد حدود الأنوثة،ثم يغيرها بأخرى كما يغير ثيابه تحت قاعدة:التي سقطت معي،حتما ستسقط مع غيري.فأصبح العفيف يستحي أن يعترف بحبه،وإلا سقط من أعين الناس،وأصبحت العفيفة تنكر حبها وإلا رميت بسبعين حجر.
فلماذا صار الحب مشجبا نعلق عليه كل جرائمنا الأخلاقية؟،لماذا نزني باسم الحب؟،وتنتهك الأعراض باسم الحب؟،وتخون الزوجة ويخون الزوج باسم الحب؟،وتخرب البيوت باسم الحب؟،وتصير العازبة أما باسم الحب؟،ويخرج الصغير إلى الدنيا دون هوية باسم الحب؟،والحب من كل ذلك براء براءة الذئب من دم يوسف.
أيها الفتى،أيتها الفتاة:الحب سيرة عطرة تحكيها كوكب الشرق أم كلثوم وتقول فيها:
يااللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه،قلتوا عليه مش عارف إيه،العيب فيكم يا في حبايبكم،أما الحب يا عيني عليه،يا روحي عليه.
أيها العشاق بالله عليكم،لا تدنسوا الحب بالمعاصي.والسلام.