يحكى أن رجلاً صاد قنبرةً، فلما صارت في يده قالت:
ما تريد أن تصنع بي ؟
قال: أذبحك وآكلك .
قالت أنا صغيرة لا أسمن ولا أغني من جوعٍ،ولكن
أعلمك ثلاث خصال .
خير لك من أكلي ؛واحدة أعلمك إياها وأنا في يدك ،
و الثانية على الشجرة ،والثالثة على الجبل .
فقال:هاتي الأولى .
قالت: لا تتلهف على ما فاتك .
فأطلقها،فلما صارت على الشجرة قال لها: هاتي الثانية .
قالت: لا تصدق بما لا يكون أن يكون .فلما صارت على
الجبل،قالت له:يا شقي لو ذبحتني أخرجت من حوصلتي
درتين في كل واحدة عشرون مثقالاً .
فعض على شفتيه وتلهف،ثم قال لها: هاتي الثالثة .
قالت:أنت قد نسيت اثنتين،فكيف أحدثك بالثالثة ؟
ألم أقل لك لا تتلهف على ما فاتك،ولا تصدق بما لا يكون
أن يكون ؟
أنا وريش ولحمي لا أزن عشرين مثقالاً!وطارت .